التواصل بين الفهم وسوء الفهم: مقاربة لسانية فلسفية تداولية

محتوى المقالة الرئيسي

حليم موسى كاظم

الملخص

    فكرة هذا البحث هي قضية التواصل الإنساني؛ فالأصل فيه أن يكون مبنيًا على الفهم والإفهام، ولكنّه قد يواجه معضلة في سوء الفهم؛ لأسباب مختلفة منها ما يتعلّق بمستعمل اللغة، وضعف قدراته اللغوية والقواعدية، وكفاءاته المختلفة؛ ومنها ما له صلة باللغة وطبيعتها الماثلة نحو التعدد والاحتمال واللبس والغموض؛ فاللغة وحدها غير كافية للتفاهم والتواصل، فمن غير الممكن أن تتحدد مقاصد المتكلمين اهتداء بالوضع اللغوي؛ فالمقاصد غير المعاني؛ فقد يُفهم المعنى ولا يُدرك المقصد، ومن ثمّ لابدّ من مراعاة السياق الذي يجري فيه الكلام، وكلّ ما يجمع بين المتخاطبين؛ لأن يتحقق التواصل بعيدًا عن سوء الفهم.


    يُبنى استعمال اللغة أصلًا على الفهم والإفهام، قصد تحقيق غاية معيّنة أو هدف محدد بين أطراف التواصل ونجاحه الذي يكمن في التفاعل الإيجابي بين الأطراف، بمعنى أنّ الخطاب يتصاعد دون مشاكل، لكنّ قضية سوء الفهم ليست طارئة، ولا هي وليدة البحث في نظريات التواصل في الدراسات الحديثة، بل هي قديمة قِدَم اللغة، فحيث يوجد تواصل إنساني توجد معه معوقات من هذا القبيل، وعليه قدّم اللسانيون والفلاسفة آليات مختلفة ومعالجات ومقترحات كثيرة لتعزيز عملية الفهم والتقليل من سوء الفهم؛ وكلّ ذلك يحدث أثناء التواصل الذي لا يتحقق إلا باستعمال اللغة.


    وبعد، تركز فكرة هذا الموضوع على أهمية التواصل والاتصال والفهم في حياة الإنسان، وتحسين علاقاته بأسلوب أكثر وضوحًا، وتجنب ما ينشأ أحيانًا من سوء فهم، قد يضعف من مستوى العلاقات الإنسانية التي أصبح التواصل أحد سماتها في الوقت الحاضر. ولذلك اخترنا البحث في هذا الموضوع، على وفق منهج الوصف والتحليل ومناقشة الآراء المطروحة.

تفاصيل المقالة

القسم

Articles

كيفية الاقتباس

[1]
"التواصل بين الفهم وسوء الفهم: مقاربة لسانية فلسفية تداولية", JUBH, م 33, عدد 5, ص 27–44, 2025, doi: 10.29196/p371f795.