إستلهام النص التراثي في المسرح
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ان عملية التراكم الحضاري متواصلة من الماضي مروراً بالحاضر نحو المستقبل ، ويعدُ تراث أي أمة من الأمم أحد العوامل الأساسية في إنضاج وتطوير تجربة تلك الأمة، لذا عمد العديد من الأدباء والشعراء وكتاب المسرح إلى استلهام التراث وتفعيله بما يخدم رؤاهم وتوجهاتهم الفكرية والجمالية مع حرصهم على الانتقاء بموضوعية علمية لطبيعة المضامين التي يتمثلها ذلك التراث واستلهامه واعادة صياغته عبر رؤى جمالية وفنية وفكرية متقدمة وتحويله إلى نصوص أدبية تأخذ طريقها إلى خشبة المسرح في شكل جديد حي عبر عروض مسرحية هي عملية فنية وثقافية تتواصل وتستمر ، فالتراث الدرامي الذي هو جزء من التراث الإنساني هو حصيلة لتراكم الحضارات مجتمعة وتفاعلها مع بعضها ، لذا كانت عملية استلهام التراث واعادة قراءته وتقديمه هي تجربة ثقافية وفنية ضرورية ومهمة لخلق حالة التواصل والتجديد إذ إن النظر إلى التراث يصبح رؤية معاصرة يمكننا من إعادة امتلاك التراث على أساس جديد فتتكوّن عناصره المعرفية والفكرية من مجموع العناصر المحركة لعملية بناء الحاضر.
وقسم البحث على اربعة فصول ضم الأول منها مشكلة البحث التي تمحورت حول مدى استطاعة المخرج العراقي أن يعدد رؤيته للتراث الدرامي في عروضه المسرحية ؟ وكانت الحاجة إلى هذا البحث قائمة لغرض الكشف عن تعددية الرؤية الأدبية للتراث الدرامي لدى المخرج والكاتب المسرحي العراقي. وأهميته ثم هدف البحث الذي كان التعرف على تعدد الرؤى الإدبية للتراث الدرامي واعادة قراءته في عروض مسرحية حداثوية ثم حدود البحث وتحديد مصطلحاته. اما الفصل الثاني فقد تكون من ثلاثة مباحث هي:
- المبحث الأول : مفهوم الإستلهام .
- المبحث الثاني : مصادر التراث الدرامي .
- المبحث الثالث : التيارات المسرحية والتراث الدرامي.
ثم خلص المبحث الى مؤشرات التي تمخض عنها الإطار النظري.
اما الفصل الثالث فضم بين دفتيه :
- مجتمع البحث
- عينة البحث
- منهج البحث
- إداة البحث
كذلك ضم الفصل الثالث تحليلا تفصيليا لعينة البحث التي اختارتها الباحثة وذلك باختيار نموذج نوعي ذي تأثير واضح في حركة المشهد المسرحي العراقي والكردي الحديث وتأثير استلهام التراث ووضوحه فيها، وعليه تم اختيار نموذج العينة الذي تمثل بالعرض:
كاوه الحداد للكاتب الشاعر شيركو بيكهسي.
اما الفصل الرابع فقد تكون من النتائج التي ظهرت من خلال تحليل نموذج العينة والتي كان من اهمها:
- الشخصية التاريخية ليس بالضرورة ان تكون مثبتة او مرتبطة بزمن معين.
- مع غياب المسميات فان كاوه الحداد هو نفسه كلكامش في بحثه عن الخلود، وهو نفسه روبن هود الباحث عن تحقيق العدالة في المجتمع، وهو نفسه عروة الصعاليك الثائر من اجل توزيع الثروة على الجميع، وهو نفسه وليام والاس الثائر الاسكتلندي الباحث عن الحرية والخلاص لشعب اسكتلندا من هيمنة انكلترا واستعباد شعبها لشعبه.
- حققت الاسطورة للإنسان المعاصر امكانية حقيقية لفهم التاريخ الإنساني منذ مراحله البدائية الأولى.
- الوظيفة التعليمية للأسطورة تقوم على استخدامها من قبل الفلاسفة والحكماء بوصفها وسيلة لتعليم المعرفة للآخرين، وفي إثارة المشاعر الوطنية بتذكير الناس بتاريخهم كي يتخذوا العبر من هذا التاريخ.
ثم خلص البحث الى بعض التوصيات والمقترحات وثبت بالمصادر التي اعتمدها في متنه.