الفاعل في ضوء الشاهد القرآني ) دراسة في أحواله و أحكامه )
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
مَوْضوعُ النَّحْوِ القٌرْآنيِّ شائِقٌ جٍدًّا؛ ذلكَ أنَّ الشّاهِدَ الْقُرْآنِيَّ هُوَ النَّموذَجُ الْمُقَدَّمُ بِامْتِيازٍ في كُتُبِ النَّحْوِ – سَيِّدُ الشَّواهِدِ وَ رَأْسُها؛ لأَنَّهُ يُوافِقُ الشّاهِدَ الشِّعْرِيَّ وَ يَرْبو عَلَيْهِ ؛ لأَنَّهُ يَتَضَمَّنُ أَوْجُهًا إِعْرابِيَّةً مُخْتَلِفَةً لا تَكادُ تَرِدُ بِها الشَّواهِدُ الأُخْرى.
و الجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ في العَرَبيَّةِ مُؤَلَّفَةٌ مِنِ رُكْنَيْنِ رَئيسَيْنِ ؛ الفِعْلِ و الفاعِلِ، إذْ لا يَسْتَغْنِي أحَدُهُما عنِ الآخَرِ، إذْ لا فِعْلَ مِنْ دونِ فاعِلٍ، و لا فاعلٍ مِن دونِ فِعْلٍ أو ما في مَعْناهُ.
مِنْ هُنا اِنْبَرى البَحْثُ لِلْحَدِيثِ عَنِ الرُّكْنِ الثَّاني مِن أرْكانِ الجُمْلَةِ الفِعْلِيَّةِ و هُوَ(الفاعِل) المُسْنَدُ إلَيهِ فِي الجُمْلَةِ، لأنَّهُ القائِمُ بالفِعْلِ، و هُوَ عِبارَةٌ عِنِ اسْمٍ صَريحٍ أو مُؤَوَّلٍ بِهِ أُسْنِدَ إلى الفِعْلِ ؛ فَمِثالُ الفِعْلِ الصَّريحِ: ضَرَبَ زيدٌ عمْرًا ، فالاسْمُ الأوَّلُ اسْمٌ أُسنِدَ إليهِ فِعْلٌ واقِعٌ فيهِ, فَالضَّرْبُ واقِعٌ مِنْ زَيْدٍ عَلى عَمْرٍو, أو مُؤَوّلٍ كَقَوْلِهِ تَعالى ﭽ ﮰ ﮱ ﭼ النحل: ١٣ فـ (ألْوانُه) فاعِلٌ لَمْ يُسْنَدْ إلَيهِ فِعْلٌ مُباشرٌ و لكِنْ أُسْنِدَ إلَيه مُؤَوَّلًا بِالفِعلِ و هُو (مُخْتلِفٌ), و لابُدَّ مِنَ الإشارَةِ إلى أنَّ دِراسةَ الفاعِلِ - أحْكامًا و أُصولًا - جاءَتْ في ضّوْءِ الشَّاهِدِ القُرْآنيِّ الّذي يُمَثِّلُ قوَّةً إنجازيةً و تَواصُلِيَّةً في النَّصِّ اللُّغَوِيِّ و الأدَبيِّ .
و قد قسمتُ بحثي على مطالب، تناولت فيها أهم اركان الفاعل ليتسنى للباحثين التوصل إليه و الإحاطة به بشكل أيسر, كذلك تضمن البحث الخاتمة وفيها بعض النتائج واخيرا قائمة بالمصادر والمراجع التي آزرتني بالبحث.المحور الأول : أحواله المحور الثاني : أحكامه ، المحور الثالث: أحكام عامله.