المسائل المستحدثة في الطب الترقيع أنموذجا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ترقيع الاعضاء من الامور المستجدة في الطب التي يتوقف عليها احياء النفوس المحترمة التي امر الله سبحانه وتعالى بإحيائها من الموت او الهلاك وان استرار حياة المريض الذي تلف بعض اعضاءه منوط بتعويض اعضاءه التالفة بأخرى لحمية او صناعية وقد بحثنا في هذا الموضوع جملة من الادلة الشرعية على جواز الترقيع ووجدنا جملة من الادلة العامة على مشروعية قطع الاعضاء منها ضرورة إحياء النفوس من جملة ما اُستدل به على جواز ترقيع الأعضاء الأدلة الدالة على لزوم إحياء النفوس المحترمة من الموت والهلاك بل عن كل ما يغررها ويعرضها لهما.
والاستدلال المذكور يتوقف على تأليف مقدمتين، هما: استلزام الترقيع للإحياء، ووجوب الإحياء شرعاً.
392
الأولى: الترقيع يستلزم الإحياء: لا ريب أنّ ترقيع الأعضاء يوجب الإحياء والإنجاء من الموت مطلقاً بل في بعض الفروض فإنّ ترقيع القلب أو الكلية أو بعض الأعضاء الرئيسية الأخرى يوجب تخلص إنسان مريض مشرف على الموت والهلاك, فمن خرق قلبه أو توقفت كليتاه عن العمل وفسدتا، فإنّ استمرار حياته منوط بتعويضهما واستبدالهما بعضو لحمي آخر أو اصطناعي كذلك أن وجد. وجدير بالذكر أنّ اثبات هذه المقدمة على عهدة علم الطب.
الثانية: الإحياء واجبٌ شرعي: أنّ الإحياء إنجاء النفوس المحترمة من الموت والهلاك من أهم الواجبات الإلهية التي ساواها الله تعالى مع إحياء جميع الناس في القرآن العظيم، ويدلّ عليه طائفة من الروايات المتفرقة في أبوابٍ مختلفة.
وإنّ الترقيع لا يختص مورداً بإنجاء النفس من الهلاك والموت بل هو جارٍ فيما دون ذلك، كترقيع الاذن، العين، والترقيع لكل ما يوجب زوال النقص، أو حدوث جمال وكمال جسمي.