الجذور التاريخية للوضائع في مملكة الحيرة قبل الإسلام
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ان تاريخ العرب قبل الإسلام حافل بالأحداث السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية وحتى الدينية منها، وفيه ارض خصبة للبحث والدراسة باستفاضة، وكل موضوع فيه أخذ ورد بين المصادر سواء كانت تلك المصادر إخبارية قديمة ام اثارية (نقوش) حديثة، فأخطاء المؤرخين عن المسميات والاحداث واردة بسبب غزارة الاحداث وسعتها ولا يمكن لأي مؤرخ ان يأتينا بتاريخ خالص من الشوائب أو العيوب فهو قد يكون ضمن الاطار الديني لكتابة التاريخ أو القومي أو الجبر الجغرافي او المادي ويمكن لنا ان نقول: ان الوضائع لفظ له دلالات متعددة والاستخدام يختلف من منطقة الى منطقة أخرى، ففي الدولة الساسانية له دلالة وفي اليمن له دلالة وفي بلاد العرب الشمالية له دلالة فضلاً عن كونه من المشتركات اللفظية بين مناطق جزيرة العرب. الوضائع تشكيل فارسي مكلف من قبلأ كاسرة الفرس لنجدة عرب المناذرة تحديداً لنجدتهم. اختلف بعض المؤرخين في تحديد الوضائع، وهذا نابع من الاختلافات في المصادر الإخبارية، فمنهم من جعلها في دوسر ومنهم من جعلها في الشهباء، ودرج المؤرخين المحدثين على نفس الخطأ. كانت للوضائع مناطق خاصة تسكنها تدعى المسالح. ادرك العرب ان الوضائع مهمتها نجدة ملوك الحيرة لذلك ارتفعت قيمة المناذرة السياسية. قوات الوضائع كانت ذات مهارة ومقدرة قتالية عالية لأنها تساهم في حماية الجهة الغربية للدولة الساسانية. شاركت الوضائع في معارك المناذرة التي لها ارتباط بالدولة الساسانية ولم يشاركوا في أيام العرب أو الحرب الداخلية، ولم يدخلوا في أي تحالف عسكريأ وسياسي ما خلا المناذرة . يبدو ان الرغبة في زجقوات في دولة المناذرة كان في بداية تأسيس دولة المناذرة ولكن تبلورت بصورة واضحة في عهد يزدجرد الاول وبهرامجور وعهد كسرى انوشروان .للفرس تجارب سابقة في هذا الصدد وقد أتت أكلها وما تجربة حكم اليمن من قبلهما لا أدل دليل عن الأهداف العامة التي تقف وراء تلك القوات، ولكن قوة المناذرة حتمت على الساسانيين ان يتعاملوا مع العرب على اعتبار انهم حلفاء سياسيين.