العلاقات الثقافية الامريكية – الاثيوبية 1941- 1974 " التعليم انموذجاً"
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يتناول البحث صورة من صور العلاقات الثقافية الامريكية - الاثيوبية خلال المدة (1941-1974), في قطاع التعليم الذي يعد الاساس للتطور في اي بلد من بلدان العالم, تأثرت منطقة القرن الافريقي بما فيها اثيوبيا خلال المدة اعلاه, بحالة التنافس والتوتر القائمة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي في اطار الحرب الباردة, بعد ان حاول الطرفان البحث عن مناطق نفوذ لهما في مختلف انحاء العالم, مستخدمين اسلوب المساعدات الثقافية والاقتصادية والسياسية تجاه البلدان النامية لزيادة التأثير السياسي على تلك البلدان المتلقية ومن ثم تبعيتها لاحد الطرفين, وقد استفادت حكومة الامبراطور الاثيوبي هيلاسلاسي من تلك الحرب, فقد سعى الامبراطور لتقوية جسور علاقاته مع الولايات المتحدة الامريكية, طمعاً لاجتذاب دعمها له في كافة المجالات ومنها قطاع التعليم, لاسيما وان الامبراطور كان يؤمن بقوة بمحورية التعليم في تقدم اثيوبيا.
عملت الولايات المتحدة الامريكية بإجراء مشاريع عدة في مجال التربية والتعليم في اثيوبيا, متمثلة ببناء مدارس جديدة وتزويدها بكافة المستلزمات المدرسية, وانشاء نظام تعليمي في اثيوبيا على غرار النظام التعليمي الامريكي, فقد اعد الخبراء الامريكيون خططاً تعليمية شاملة لتطوير الواقع التعليمي الاثيوبي, فضلاً عن وضع الاساس للتعليم المهني من خلال افتتاح مدارس زراعية وتجارية, لتدريب الطلبة على بعض المهن وتوجيه الشباب الاثيوبي الى مجتمع صناعي التي كانت البلاد بأمس الحاجة اليهم.
ساهمت الولايات المتحدة الامريكية في وضع حجر الاساس للتعليم العالي في اثيوبيا من خلال انشاء جامعة هيلاسلاسي الاول, لما لها من دور حيوي في تعزيز التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في اثيوبيا من خلال تزويدها بالقوى العاملة الوطنية المدربة علمياً وعملياً.
الا انه من المآخذ على ذلك النظام التعليمي الذي طبقته الولايات المتحدة الامريكية في اثيوبيا هو اعتماده على اللغة الانجليزية كلغة للتدريس بدلاً من اللغة المحلية, وان المناهج الدراسية التي تم اعتمادها في المدارس الاثيوبية لاسيما في العلوم الانسانية لا صلة لها بالتجربة التاريخية والحالة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد, ومهما يكن من امر وبغض النظر عن المقاصد الامريكية من الاصلاحات التعليمية الا انها ساهمت بشكل او باخر في النهوض بالمستوى التعليمي للشعب الاثيوبي