أسئلة الأنانة: استيهام الذات في تأويلية بول ريكور
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
لقد تناولنا مع بول ريكور ثلاثة أنواع من الأنا، وهي: الأنا الحفري، والأنا الجسد، والأنا اللاعصمة. ففي الأول: تناولنا موقفه من الأنا الفرويدي وسهام نقده الموجهة له؛ بسبب كونه أنا ماضويّ لا يفتح أفقا لمعنى الوجود في المستقبل، وأن ادعاءه بأنه أنا واعٍ هو نوع من استيهام الذات لأنه غير واعٍ في تعددية الدلالات والعلامات والإشارات المستقبلية؛ لأنه دوما قابع في الماضي، تاركا رغبة الماضي الطفولي للتحكم بالتحليل.
وتناولنا مع بول ريكور في نقده لقصدية هوسرل الأنا الجسد وهي محاولة لتفكيك الوعي الهوسرلي وتعاليه على الواقع. فالتجربة المعاشة الذاتية هي منفصلة عن موضوعها ومتعالية بإدراكها الخالص عن الموضوع ولا يمكن اختزالها إلى جسد-جسم لأن ذلك ينفي الذوات الأخرى. إن وعي الأنا جزء من تجربة الواقع وهي جزئية ويجب أن تتفاعل مع الأنوات الأخرى في تبادل الخطاب.
أما في الأنا اللاعصمة هي محاولة تأويلية من ريكور لنقد فكرة الخطئية ورمزية الشر في الأديان والغوص في أبعادها التاريخية والبحث في جذور أفكارها وملابسات ظروفها للتحقق من معنى وجودها بوصفها خطابا مليئا بالمتناقضات والحتميات التي لا تعبر عن معنى الذات الإنسانية. فالخطئية تبدو مفهوما أخلاقيا والهدف منها المحافظة على العلاقة بين الذات والآخر، أي بين الأنا والنحن لتحقيق نوع من التوازن الدنيوي ما بين داخل الذات وخارجها، ولكن في حقيقة أمرها نوع من الرغبة في الاستحواذ على الآخر.