التراث الاسلامي والحداثة عند محمد عابد الجابري
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يعد الجدل حول التراث والحداثة من اهم المفاهيم والقضايا التي انشغل بها الفكر العربي الحديث والمعاصر. وما يزال الحوار والجدل قائماً ومستمراً منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الى يومنا هذا. وكل ذلك لأجل تشييد حداثة عقلانية متنورة، ولن يتحقق ذلك إلا بالعودة الى التراث العربي الاسلامي من جديد، ونقد مواقفه وغربلتها فهماً وتفسيراً. ويهدف الموضوع إلى الاطلاع على مفاهيم دعوات الحداثة والتجديد عند محمد عابد الجابـري والتعرف على مضامينه وابعاده الفكرية وما تعتمده من الاساليب والمناهج العصرية والحديثة في نقد التراث؛ لتكون بابا لنقد ما لا يتناسب مع منظومتنا المعرفية، أو قبول ما كان منها صالح ويصب في خدمة الدعوة ومضامينها الالهية.
القـضية الاساس في فهم الجابري للتراث لا تقوم على القطيعة مع التراث بشكل كامل، وانما تقوم على ضرورة القطيعة مع الفهم التراثي للتراث، فهو يدعو الى التخلي عن ذلك الفهم التراثي، بالتحرر من الرواسب العميقة والراسخة في عملية فهمنا للتراث، وهذه القطيعة هي من اجل العودة الى التراث، ولكن بفهم جديد يتناسب مع الواقع ومتطلباته.