ثنائية الإظهار والتخفي: قراءة للنحت الخزفي المعاصر وفق النقد الثقافي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
أصبحت القراءات المعاصرة للإنجاز الجمالي في حقل التشكيل متحولة بفعل تحول ذلك الإنجاز نفسه نتيجة الضواغط الفكرية المعرفية وأنظمة الاختلاف في المنظومة التحليلية للفكر المنتج للإبداع والجمال, وواحدة من أهم تلك القراءات كانت القراءة النقدية وفق النسقية الثقافية أو ما يعرف بالنقد الثقافي الذي يعد واحدا من تجليات فكر ما بعد الحداثة.
إن الذي يميز النقد الثقافي هو تركيزه الجوهري على أنظمة الخطاب وأنظمة الإظهار النصي للإنجاز الفني, وإضافة إلى ذلك تأتي الوظيفة النسقية عبر العنصر النسقي، وهذا يمثل عنصراً أساسياً من مبادئ النقد الثقافي، ويمثل مبدأ أساسياً للتحول النظري والإجرائي في النقد الأدبي إلى النقد ببعده الثقافي، لكي ننظر إلى المنجز الفني والتشكيل بصفته حادثة ثقافية، إذ يتسع العنصر النسقي هذا ليشمل الأبعاد النسقية في الخطاب التشكيلي وفي فعل التلقي، فنحن في النقد الثقافي معنيين بالمضمرات النسقية وبالإنشائية الثقافية.
والتشكيل الخزفي المعاصر في عصر المنظومة المعرفية الما بعد حداثوية ارتبط بالتحولات النوعية في المجالات الحياتية المختلفة في المجتمع الغربي والمتمثلة بالثورة على كل الأنساق الثقافية الثابتة والمغلقة، فعلى الصعيد السياسي كان للتغيرات التي اندلعت في القرن الماضي أثر كبير في انتشار الدعوة إلى استثمار المهمش والمبعد وتقريبهما إلى منطقة الفعل المؤثر في الحياة ورفض أن ينوب الفنان والنخبة المثقفة عن عامة الناس في التفكير وصياغة الموقف المناسب من الأحداث والقضايا لامتلاك المجتمع القدرة على ذلك. ومن هنا جاءت هذه الدراسة في أربعة محاور شمل الأول منها مشكلة البحث الذي انطلقت من التساؤل الآتي:
- ماهو نسق التخفي في التشكيل الخزفي المعاصر وماهي اليات كشفه عبر الإظهار المعلن للشكل؟