الشخصية الاستعارية في شعر عبد الله البردوني: دراسة سيميائية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تقف هذه الدراسة على مدونة الشاعر عبد الله البردوني الشعرية عبر زاوية محددة، تنظر إلى تجربته وواقعه الذي جسده في النص على أسس إنسانية يستمدها من استعارة الشاعر للشخصيات الإنسانية؛ والشاعر حين يقيم نصه على أسس إنسانية لا يختلقها من العدم، وإنما هو يستمدها من تجربته الإنسانية ومن واقعه بوصفه مصدرا يستدعي منه مادته الإنسانية والاستدعاء ليس غاية في ذاته، والشاعر حين يستدعي شخصية من التراث مثلا لا يستهدف مجرد الاستدعاء؛ فالاستدعاء هنا يكون بمثابة تغيير للسياق حيث ينقل الشاعر الشخصية من سياقها السابق لسياق جديد مستهدفا تخصيب دلالة جديدة تنضاف إلى الدلالة القائمة في السياق السابق.
الشخصيات المستعارة شخصيات جاهزة الوجود فالشاعر لم يبتكرها الشاعر من العدم، وإنما هي شخصيات حققت وجودها في الواقع واستقرت في الذهن الجمعي لذا فالشاعر ليس في حاجة إلى تعريفها أو تقديم بطاقة تعريف بها إذ هو يستعيرها من منطقة الشهرة، وجاهزية الشخصية سلاح ذو حدين، فليست هي المجهولة التي يتشوق المتلقي لمعرفتها، وهو ما يحسب للمتلقي، وإنما هي المعروفة التي قد تجعل المتلقي يحجم عن معرفتها فاقدا التشوق لما يطرحه الشاعر لها من سمات فنية تجعلها في صورة قابلة للتشوق، أي إن الشاعر يقاوم جاهزية الشخصية بتقديم جاهزية جديدة.
ولكون الإنسان موضوعاً للخطاب الأدبي، وكونه منتجاً للخطاب بوظيفته الجمالية التي يؤديها وتوظيفها عبر آلية محددة تتقدم هذه الدراسة لتحقيق أهدافها في ثلاث خطوات أساسية:
- الكشف عن مفهوم الاستعارة وكيف تحققت لدى الشاعر.
- أنماط الشخصيات المستعارة، واختيار ثلاث شخصيات تبيانا لمساحة ظهورها.
- الوقوف على أربعة وظائف حققتها استعارة الشخصية: اللغوية، البلاغية، السردية، الدلالية.