"رثاء المدن بين العصرين (العباسي والحديث) في العراق"

الملخص

احتل (رثاء المدن) مساحة واسعة في الشعر العربي قديماً وحديثاً، بوصفه لوناً من التعبير طور عن غرض (رثاء الأشخاص) الذي يُعرف بندب الميت والبكاء عليه وتعداد مناقبه بعبارات مشجية وألفاظ محزنة، وذلك بعد أن حل بالمدن الخراب، وهو يعكس طبيعة التقلبات السياسية التي تجتاح عصور الحكم في مراحل مختلفة، وهذا اللون يُعد أكثر تأثيراً من رثاء الأشخاص؛ كونه صادراً عن تجربة قاسية وعميقة تتجاوز آلام الذات بخصوصيتها إلى مكابدة الخطوب التي حلت بالوطن والهموم العظيمة الهامة، وهذا ما دعانا إلى اختياره موضوعاً لبحثنا الموسوم بـ "رثاء المدن بين العصرين (العباسي والحديث) في العراق".

اعتمد البحث المنهج التكاملي، مفيداً من المنهج النفسي والتاريخي فضلاً عن المنهج البنيوي الذي عدَّ النص المنطلق الرئيس له، مع العناية بالسياقات المحيطة بالنص، للكشف عن صوره وعناصره  التكوينية، ورصد دلالته الكلية.

قامت خطة البحث على قسمين، يسبقهما مدخل ويتلوهما خاتمة عرضت فيها نتائجه. أما المدخل ففصل القول فيه عن (رثاء المدن) وأسبابه وتطوره في الشعر العراقي بدءاً من العصر  العباسي وإلى يومنا هذا، وخُص القسم الأول بدراسة (رثاء المدن في العصر العباسي)، بينما خُص القسم الثاني بدراسة (رثاء المدن في العصر الحديث).