تحليل المحادثة في ضوء نظرية المناسبة
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
اعتمد تحليل المحادثة منذ ظهوره في ستينات القرن العشرين عدة نظريات اهتمت بجوانب عديدة بنيوية وتفاعلية وتواصلية. ويهدف هذا البحث إلى الكشف عن كيفية اشتغال مبدأ المناسبة في المحادثة والطرق التي اعتمدها لتجاوز مبدأ التعاون الذي تعرض إلى انتقادات مما أدّى بالباحثين سبربر وواسن إلى وضع نظرية المناسبة التي رأيا فيها طريقة أنجع ممّا سبقها. وهو ما جعلنا نتطرق إلى كيفية الانتقال من نظرية غرايس إلى نظرية المناسبة، محاولين الإجابة عن الإشكاليات التي تطرحها هذه النظرية في علاقتها بتحليل المحادثة. فعالجنا شروط تحقق مبدأ المناسبة في عملية التواصل بالاعتماد على المنهج الاستدلالي العرفاني وحللنا جملة من المنبهات الظاهرة في الكلام التي لها صلة بالتواصل بين المشاركين في المحادثة. فتوصلنا إلى أنّ هذه المنبهات تساعد المتكلم وفق مبدأ المناسبة على فهم القول لسانيا وإدراكيا، وأنّ اعتماد هذا مبدأ في تحليل المحادثة يقوم على المعالجة اللسانية والعرفانية التي تستند إلى التأثيرات الإدراكية والنفسية. ويرتكز كذلك على مجموعة من الاستدلالات والمقاصد أهمها القصد الإخباري والقصد التواصلي والقصد البرغماتي والقصد العرفاني.